ما هي الرافعة المالية.. وكيف تؤثر على أرباحك وخسائرك في التداول؟
تعتبر الرافعة المالية إحدى الأدوات الأساسية في عالم التداول الحديث، خصوصاً في أسواق الفوركس والعقود مقابل الفروقات CFD والعملات الرقمية.
حيث تُمكّن هذه الأداة، من فتح صفقات تفوق أضعاف رأسمال المتداولين الفعلي، وهو ما يعزز قدرتهم على تحقيق أرباح كبيرة، حتى من تحركات سعرية بسيطة.
ولكن في المقابل، تحمل هذه الأداة المالية مخاطر عالية، قد تؤدي إلى خسائر تفوق قيمة الاستثمار الأساسي بكثير.
مفهوم الرافعة المالية
ببساطة، تعني الرافعة المالية استخدام أموال مقترضة، لزيادة حجم الصفقة. فمثلاً إذا كانت الرافعة 1:100، يمكن للمتداول استثمار 1.000 دولار فقط، للسيطرة على صفقة قيمتها 100.000 دولار.
من جهة أخرى، توفر معظم المنصات نسب رافعة متفاوتة، تتراوح من 1:2 وحتى 1:500 أو أكثر، تبعاً لنوع الأصول واللوائح التنظيمية.
تأثير الرافعة المالية في التداول
تكمن جاذبية الرافعة المالية، في قدرتها على تضخيم الأرباح. فمع تحرك السوق في الاتجاه المتوقع، يمكن للمتداول جني مكاسب كبيرة بمبلغ صغير نسبياً.
إلا أن المشكلة تظهر عندما يتحرك السوق بعكس التوقعات، حيث تتضخم الخسائر بنفس النسبة. ولهذا السبب، غالباً ما يوصى باستخدام أدوات إدارة المخاطر (مثل أوامر وقف الخسارة)، لتقليل الأضرار المحتملة.
الرافعة المالية والأسواق
تؤثر الرافعة بشكل مباشر على السيولة وتقلبات الأسعار في الأسواق المالية، فالرافعة المرتفعة تعني دخول عدد أكبر من المتداولين بمبالغ صغيرة، وهو ما يرفع وتيرة التداول، وقد يزيد من التذبذب السعري.
كما قد تتسبب الأحداث المفاجئة أو الأخبار السلبية، في تصفيات جماعية (margin calls)، والتي تؤدي بدورها إلى تسارع الهبوط أو الصعود بشكل حاد.
اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل 4 عملات رقمية للاستثمار في شهر يونيو 2025
التنظيم والقيود
بدأت الجهات التنظيمية في الحد من نسب الرافعة المالية المسموح بها، نظراً للمخاطر الكبيرة، خصوصاً في الأسواق الأوروبية والأمريكية.
على سبيل المثال، تقيّد هيئة ESMA في أوروبا، الرافعة على العملات الرئيسية إلى 1:30، وعلى العملات الرقمية إلى 1:2 فقط، في حين لا تزال بعض المنصات غير المنظمة، تقدم رافعة تصل إلى 1:1000.
ويمكن القول أخيراً، بأن الرافعة المالية أداة قوية، يمكن أن تعزز من فرص النجاح في التداول، لكنها تتطلب فهماً دقيقاً وانضباطاً شديداً في إدارة المخاطر.
لذلك يجب على المتداولين الموازنة بين الطموح والواقعية، وعدم الانجراف وراء إغراء الأرباح السريعة، دون تقييم الخسائر المحتملة.