قامت روسيا بوضع خطة جريئة، لإحداث تحول في الأسواق المالية العالمية. حيث تقترح أن تقوم مجموعة البريكس (إحدى أقوى الكيانات الاقتصادية)، بإنشاء نظام موحد للأصول الرقمية، يتيح إجراء المدفوعات الإلكترونية والاستثمارات في الأسواق الناشئة.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من مبادرة أوسع لمجموعة البريكس، تهدف إلى تقليل هيمنة الدولار الأمريكي، وتعزيز نفوذها في التجارة والتمويل العالميين.
تصريح الرئيس الروسي حول إطلاق عملة البريكس
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نادي فالداي للحوار يوم الجمعة، حيث قال:
“نقترح إطلاق منصة استثمارية جديدة لدول البريكس باستخدام الأصول الإلكترونية. وسيمكن ذلك من الاستثمار في الأسواق النامية، وخاصة في جنوب آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية.”
من جهة أخرى، يتم التخطيط لإطلاق منصة عملات رقمية جديدة، لجذب المزيد من الاستثمارات إلى الدول النامية، حيث اقترحت روسيا إنشاء نظام موحد للأصول الرقمية لدول البريكس، لتسهيل المدفوعات الإلكترونية وجذب استثمارات إضافية إلى هذه الدول.
الجدير بالذكر أن مجموعة البريكس تتألف حالياً من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، ومصر، وإثيوبيا، وإيران، والإمارات العربية المتحدة، وهي في توسع مستمر، حيث وجهت مؤخراً دعوة إلى 13 دولة أخرى للانضمام.
وتعمل دول البريكس على تقليل اعتمادها على الأنظمة المالية الغربية، وتعتبر العملة الرقمية إحدى الوسائل التي تسعى من خلالها إلى إيجاد طرق جديدة للمدفوعات والاستثمار. في هذه الحالة، يمكنها التحكم في اقتصاداتها ومواجهة هيمنة الدولار الأمريكي.
كما وتأتي هذه الخطوة في ظل التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، وفرض قيود عديدة على استخدام روسيا للدولار.
هل يمكن لمجموعة البريكس تحدي هيمنة الدولار؟
تعمل دول البريكس على تقليل اعتمادها على الدولار، وتتجه نحو نظام مالي جديد أقل ارتباطاً بالغرب، حيث اقترحت استخدام عدة عملات في تبادلاتها بدلاً من الدولار، مما سيُسهّل التجارة بين دول البريكس. لذلك تحتاج هذه الدول إلى منصة جديدة لشراء وبيع السلع الأساسية مثل النفط، الغاز، الحبوب، والذهب.
من ناحية أخرى، على الرغم أنه يجب اقتراح “قانون بريكس” جديد، لتقليل الاعتماد على الدولار، إلا أنه سيكون من الصعب جداً التخلص منه تماماً، نظراً للاستخدام الواسع للدولار في التجارة والتمويل العالميين.
اقرأ أيضاً: روسيا تفرض رقابة صارمة على تعدين العملات الرقمية عبر قانون جديد
في الوقت نفسه، صرّح دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، أنه سيدفع للحفاظ على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، وأن الدول التي ترفض التعامل بالدولار ستواجه عواقب. ولا شك بأن مجموعة البريكس لن تستثنى من هذه التحديات، التي قد تظهر الآن بعد فوز ترامب بالسباق الرئاسي.