التضخم المفرط والعملات الرقمية من المواضيع الهامة التي تشهدها كافة الاقتصادات على مستوى العالم، حيث تسعى كافة حكومات الدول ومؤسسات الأموال إلى ضمان وجود التضخم بصورة تدريجية سلسة نظراً لأن التضخم يحدث نتيجة زيادة متوسط سعر أنواع السلع وانخفاض القوة الشرائية للأموال والعملات الرقمية.
اقرأ أيضاً:ما الهدف من استخدام خطوط الاتجاه وكيف تعمل ؟!
ما المقصود بالتضخم المفرط؟
وعند الحديث عن التضخم المفرط والعملات الرقمية لا بد من التعرف أولاً على مفهوم التضخم المفرط، حيث يتم استخدام هذا المفهوم لإعطاء وصف لحالات الزيادة المفرطة والسريعة للغاية على صعيد الأسعار والخروج عن السيطرة في عالم الاقتصاد أيضاً.
كما أن التضخم المفرط يعتبر من الأحداث الاقتصادية النادرة في اقتصادات الدول المتقدمة إذ سبق وأن تعرضت بعض الدول المتقدمة لهذا التضخم أكثر من مرة مثل دول الأرجنتين، والصين، والمجر، وألمانيا وروسيا كذلك وأمثال هذه الدول حدث فيها تسارع معدلات التضخم عند درجة لم تعهدها من قبل لدرجة أنها أدت إلى انحدار القيمة الحقيقة لعملات هذه الدول بنسبة مثيرة للقلق.
وتحدث ظاهرة التضخم المفرط عندما يكون هناك ارتفاع في الأسعار بما يزيد عن معدل 50% شهرياً خلال مدة من الزمن ، وتحدث حالات نادرة يكون فيها معدل التضخم ثابتاً عند 50%، مع ذلك قد يطرأ ارتفاع لهذا المعدل بسرعة كبيرة ويتبعه ارتفاع في أسعار السلع والخدمات بصورة كبيرة خلال يوم واحد فقط أو خلال ساعات معينة من اليوم، وهذا الارتفاع في الأسعار ينتج عنه انخفاض ثقة المستهليكن وانخفاض قيمة العملة في الدول التي تتعرض للتضخم.
مثال على التضخم المفرط
ولا بد من التطرق في مقال التضخم المفرط والعملات الرقمية إلى مثال شهير على ظاهرة التضخم المفرط والتي أبرز مثال عليها هو التضخم المفرط في ألمانيا تحديداً في فايمار الألمانية عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1923 والتي قامت فيها ألمانيا باقتراض مبالغ مالية ضخمة لدعم وتمويل الجهود الحربية ظناً منها أنها ستكون وسيلة مساعدة للانتصار في الحرب وسد هذه القروض عبر التعويضات التي ستجنيها من دول الحلفاء، والأمر لم يتوقف على حد خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى بل كان يجب عليها دفع تعويضات باهظة تُقدر بمليارات الدولارات.
ومن أهم الأسباب لتعرض ألمانيا لحالة التضخم المفرط هو تعويضات الحرب العالمية الأولى، وتعليق المعيار الذهبي وكذلك الإصدار اللاواعي من الأموال والعملات الورقية، حيث أن سبب تعليق المعيار الذهبي في مقتبل الحرب كان يشير إلى أن النقود المتداولة لا صلة لها بقيمة الذهب في الدولة وهذا أدى بدوره إلى انخفاض قيمة العملة في الدولة ما دفع الحلفاء إلى مطالبة ألمانيا بدفع التعويضات بعملة أخرى وليس العملة الألمانية، لذلك قررت ألمانيا طباعة كميات كبيرة من أموالها لتشتري فيها العملات الأجنبية الأخرى وهذا ما تسبب في تراجع قيمة عملة ألمانيا بشكل كبير في تلك الفترة.
ليس ذلك فقط بل في معظم الأوقات خلال فترة الحرب كان ألمانيا تمر بزيادة معدلات التضخم المفرط لتزيد عن معدل 20% خلال اليوم وبهذا أصبحت عملة ألمانيا لا قيمة لها، ما دفع بعض المواطنين الألمان لحرق نقودهم من العملة الألمانية لتدفئة منازلهم نظراً لأن سعر الخشب أعلى من سعر العملة الألمانية.
اقرأ أيضاً:مؤشر القوة النسبية يحمل الكثير من المزايا للتجار والمتداولين
العلاقة بين التضخم المفرط والعملات الرقمية
ويمكن توضيح العلاقة بين التضخم المفرط والعملات الرقمية عبر الحديث بأن عملة البيتكوين ومختلف العملات الرقمية لا تتبع للأنظمة المركزية أي قيمة هذه العملات لا يحق للمؤسسات المالية أو الحكومية تحديدها، حيث أن تقنية البلوكشين تنص على أن إصدار أحدث العملات الرقمية يجب أن يتضمن جدولاً زمنياً محدداً وأن كل وحدة تكون منفردة مميزة محمية من قبل الازدواجية.
وفي ظل حدوث التضخم في كثير من الدول المتقدمة ازدادت العملات الرقمية شهرة وشعبية مثل فنزويلا وزيمبابوي والتي شهدت ارتفاع مدفوعات العملات الرقمية بصورة مميزة ومذهلة، كما أن هناك دول قامت سلطاتها بدراسة جدية وخطورة الاحتمالات المتعلقة بإدراج عملات رقمية مدعومة من الحكومة كبديل مناسب عن العملات الورقية التقليدية ومن أوائل الدول التي قامت بذلك البنوك المركزية في السويد وتلاها بعد ذلك دول كندا، وسنغافورة، والولايات المتحدة الأمريكية والصين أيضاً.
قد يهمك أيضاً:كيف تربح من تقلبات العملات الرقمية
وفي نهاية المقال نكون قد قدمنا لكم كل ما يتعلق بموضوع التضخم المفرط والعملات الرقمية مع تقديم تعريف واضح لمفهوم التضخم المفرط وأبرز الأمثلة عليه، مع توضيح طبيعة العلاقة بين حدوث التضخم والعملات الرقمية.