تتزايد متطلبات الطاقة الخاصة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بشكل كبير، حتى أصبحت مراكز البيانات (التي كانت في السابق تستهلك كميات كبيرة من الطاقة)، تنمو الآن إلى درجة قد تتجاوز استهلاك مدن بأكملها للكهرباء، أو حتى ولايات أميركية.
كما ويسابق مطورو هذه المرافق الزمن، لتأمين الطاقة والمساحات اللازمة لمواكبة الطلب المتزايد، الذي يغذيه التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي.
تضخم استهلاك الطاقة لمراكز البيانات
ارتفعت احتياجات مراكز البيانات من الكهرباء بشكل هائل خلال العقد الماضي، مما يعكس أهميتها المتزايدة في الاقتصاد العالمي. حيث يتم استخدام هذه المرافق لتشغيل الخوادم التي تدعم تطبيقات متنوعة، بدءًا من العمليات التجارية، وصولاً إلى التطبيقات اليومية.
من جهة أخرى، ومع صعود الذكاء الاصطناعي، أصبحت مسألة العثور على الأراضي والطاقة لتلبية هذه المتطلبات تحدياً رئيسياً. حيث يتحدث المطورون الآن عن منشآت بحجم “جيجاوات”، يستهلك كل منها مليار واط من الطاقة.
التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والأراضي
صرح مدير الطاقة في شركة Tract نات سالستروم، أن المرافق تواجه قيوداً على البنية التحتية الحالية لشبكات الكهرباء، حيث لم يتم تصميمها للتعامل مع الحجم الذي تتطلبه هذه المراكز حالياً.
كما يتقلص أيضاً عدد الأراضي الصناعية المناسبة لاستضافة هذه المنشآت الضخمة، وأوضح سالستروم أن المطورين يضطرون الآن إلى استكشاف أسواق جديدة، خارج المراكز التقليدية مثل فرجينيا، التي تُعتبر الرائدة عالمياً في تشغيل مراكز البيانات.
لكن شبكة الكهرباء في فرجينيا تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالموثوقية، مع ارتفاع الطلب على الطاقة وتراجع العرض، بسبب إغلاق محطات الفحم والغاز الطبيعي القديمة.
التأثير على المجتمعات المحلية
يستهلك مركز البيانات العادي (الذي تديره الشركات التقنية الكبرى)، حوالي 40 ميجاوات من الطاقة. ولكن هناك مرافق أكبر قادمة في الطريق، حيث يتم تطوير منشآت بطاقة 250 ميجاوات أو أكثر بالفعل.
الطاقة المتجددة والطاقة النووية
يفضل المطورون الطاقة المتجددة، لكن من الواضح أن الاعتماد الحصري على الطاقة الشمسية والرياح، هو غير ممكن بسبب تقلباتها، لذلك تقوم كبرى الشركات بدراسة خيارات الطاقة النووية لاستقرار الشبكة.
إلا أنه وبالرغم من ذلك، تواجه الطاقة النووية تحديات حقيقية، مثل التأخير في المشاريع وزيادة التكاليف، لذلك يعتبر الغاز الطبيعي المصدر الرئيسي للطاقة، بالنسبة لمراكز البيانات حالياً.
اقرأ أيضاً: السعودية تستثمر 100 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي
ختاماً
مع استمرار نمو مراكز البيانات بوتيرة سريعة، تتعقد الجهود لتحقيق أهداف تقليل الانبعاثات، حيث يصر المطورون على أن هذه المنشآت ضرورية لدعم الاقتصاد العالمي.
وبينما يُتوقع أن تصل قدرة المرافق المستقبلية إلى 5 جيجاوات، يبقى السباق لتأمين الطاقة اللازمة للذكاء الاصطناعي عاملاً رئيسياً، في تشكيل مستقبل الطاقة على مستوى العالم.