هل يؤدي ضعف الدولار إلى زعزعة سوق العملات الرقمية؟

يواجه قطاع العملات الرقمية تحديات كبيرة، وسط حالة من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية. حيث تشير الاتجاهات الأخيرة إلى ديناميكية مقلقة، ويتكبد متداولو العملات الرقمية خسائر إضافية، بسبب السياسات الأميركية غير المتوقعة.

ما العوامل التي تقوّض الثقة بالدولار الأميركي؟

لطالما اعتُبر الدولار الأميركي ملاذاً آمناً للمستثمرين الدوليين، إلا أن المناخ السياسي الحالي، الذي يتّسم بتقلّبات في صنع القرار، يهدد هذه المكانة. فقد ساهمت أحداث مثل التوترات مع الحلفاء (من ضمنها أوكرانيا)، في زيادة هشاشة الدولار.

وعقب الإعلان عن تعريفات جمركية متبادلة، تراجع الدولار بشكل ملحوظ، ليسجل أدنى مستوياته أمام اليورو خلال ثلاث سنوات.

ماذا يقول مديرو الصناديق عن مستقبل الدولار؟

يعتقد المدير التنفيذي للاستثمار في “جي بي مورغان لإدارة الأصول” بوب ميشيل، أن الأسس بدأت تتهيأ لسيناريو، قد يفقد فيه الدولار مكانته الفريدة. وتجد هذه الرؤية صدى لدى خبراء ماليين آخرين، حيث يشيرون إلى أن الفوضى الناجمة عن التحركات السياسية الأخيرة، تقوّض الثقة الدولية بالدولار.

من جهة أخرى، يؤكد الشريك المؤسس لشركة “فلوسباخ فون ستورش” بيرت فلوسباخ، أن السياسات الجمركية المتقلّبة، تقوض صورة الولايات المتحدة كمكان آمن للاستثمار. ويرى محللون مثل براد سيتسر وإدوارد فيشمان، أن هذه التطورات تهدد مكانة العملة الاحتياطية العالمية.

كيف تؤثر هذه العوامل على العملات الرقمية؟

شهد سوق العملات الرقمية تراجعاً خلال أبريل، على الرغم من بعض التعافي، الذي أعاد الأسعار للارتفاع من أدنى مستوياتها عند 75 ألف دولار. لكن الانحسار المتزايد لتأثير الولايات المتحدة عالمياً، يثير مخاوف واسعة حول الاقتصاد، وهو ما يُلقي بظلال من الشك على آفاق الانتعاش الصعودي للعملات الرقمية.

كما أن شائعات الركود الاقتصادي تؤثر سلباً على السوق، وتثير تساؤلات حول مدى قدرة العملات الرقمية على الصمود، في وجه أزمة اقتصادية كبرى.

والجدير بالذكر، أنه على الرغم أن البيتكوين ظهرت كرد فعل على النظام المالي التقليدي بعد أزمة 2008، إلا أن التحديات الراهنة باتت تهدد المبادئ التي تأسست عليها، في وقت بات فيه العديد من المستثمرين، يركّزون على المكاسب قصيرة الأجل على حساب الأبعاد الأيديولوجية.

اقرأ أيضاً: رسوم ترامب الجمركية تزيد الضغوط على معدّني البيتكوين

أهم النقاط الرئيسية

• يعود تراجع الدولار مؤخراً إلى تحركات سياسية غير متوقعة.
• يحذّر مديرو الصناديق من احتمال فقدان الدولار مكانته كملاذ آمن عالمي.
• تتأثر العملات الرقمية سلباً بمخاوف الركود والتقلبات في الأسواق.
• بدأت معنويات المستثمرين تنفصل عن المبادئ الأساسية، التي قامت عليها العملات الرقمية.