جنون التوليب والبيتكوين تعتبر من المسائل الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها أوروبا في القرون الماضية، حيث تعتبر جنون التوليب أو جنون زهرة التوليب من الفقاعات الاقتصادية الضخمة التي حدث فيها ارتفاع الطلب على أبصال زهرة التوليب وهذه الارتفاع الكبير في الطلب أدى إلى ارتفاع سعرها بشكل غير مسبوق وبعد ذلك تراجع سعرها بشكل مفاجئ في العصر الذهبي الهولندي.
اقرأ أيضاً:تعرف على أفضل منصات تداول عملة البيتكوين عام 2021
ما المقصود بفقاعة جنون التوليب؟
حديثنا عن العلاقة بين جنون التوليب والبيتكوين يقود للتعرف أولاً على مفهوم جنون التوليب، حيث نقصد بجنون التوليب أو فقاعة جنون التوليب بأنها فقاعة اقتصادية وقعت في هولندا خلال فترة العصر الذهبي حيث كانت تملك هولندا حينها أكبر دخل عالمي للفرد وذلك نظراً لنشاط التجارة الدولية وزيادة الطلب على عمليات التداول.
وفترة الازدهار الاقتصادي التي شهدتها هولندا كان لها الفضل في أن يعيش الهولنديون فترة رخاء وثراء ما نتج عنه تأسيس سوق مخصص لبيع وتجارة السلع الفاخرة ومن أبرزها زهرة التوليب التي كان عليها طلب كبير في ذلك الوقت، خاصةً وأن هذه الزهرة تملك طفرة منحتها عنصر الجمال والجاذبية من بين كافة الأزهار وكانت فريدة ومميزة لذا كانت هناك رغبة كبيرة من الجميع في اقتنائها للتباهي والتفاخر بزهرة التوليب نظراً لجمال ألوانها وأنماطها الفريدة.
حيث كان من المتوقع أن ترتفع أسعار الأزهار بصورة عامة لتفوق أجور العمال أو حتى سعر شراء بيت، وفي نهاية المطاف تزايد عدد المزارعين الذي يزرعون الأزهار في ظل ارتفاع العرض من الأزهار وسوق أزهار التوليب بلغ الذروة عام 1637 ثم أصبح هناك هبوط مفاجئ في الطلب على التوليب وفشل المزاد العلني للأزهار أيضاً في مدينة هارلم الهولندية، وبعد ذلك عم الرعب والخوف بصورة كبيرة في البلاد ما أدى إلى انتشار ظاهرة فقاعة جنون التوليب خلال أيام.
اقرأ أيضاً:إليكم كيفية شراء البيتكوين بطرق متنوعة وخطوات بسيطة
جنون التوليب والبيتكوين
ما العلاقة بين جنون التوليب والبيتكوين؟ هناك اعتقاد من قبل الكثير بأن فقاعة جنون التوليب تعتبر من أبرز الأمثلة على انفجار فقاعة مالية، حيث تحدثت بعض القصص عن وجود كم كبير من الدعاية والطمع أدت إلى ارتفاع أسعار أزهار التوليب بشكل مبالغ فيه وغير معقول، لكن مع انفجار فقاعة التوليب خسر الكثير من المستثمرين أموالهم.
ونسمع كثيراً بأن عملة البيتكوين والعملات الرقمية تسير على نهج مماثل لزهرة التوليب لكن العام المالي في الفترة الحالية مختلف تماماً وكذلك أعداد المستثمرين والمتداولين أكبر بكثير عما كان عليه الأمر في القرن السابع عشر مع حدوث جنون التوليب، لذا الربط بين جنون التوليب و البيتكوين ليس صحيحاً خاصةً وأن أسواق العملات الرقمية وأسواق المال التقليدية تسلك مساراً مختلف في الكثير من الأمور عما كان تتبعه جنون التوليب.
ومن أهم الاختلافات بين جنون التوليب و البيتكوين هي امتلاك القدرة على حفظ القيمة جيث أن زهرة التوليب كان لها عمر محدد ومن المستحيل التعرف على مظهر الزهرة بدقة أو معرفة التنوع الدقيق عبر النظر إليها لذا كان لزماً على التجار زراعة التوليب على أمل أن يمتلكوا النوع الدقيق الذي استثمروه من التوليب خاصة وإن كانوا قد أنفقوا المال على زراعة أحد ألوان التوليب النادرة، أيضاً في حال رغبتهم بنقل التوليب فهم بحاجة إلى وسيلة شحن آمنة ودفع تكاليف الشحن إذن أزهار التوليب لا تتناسب مع المدفوعات لأنها لا يمكن تقسيمها إلى أجزاء أصغر لأن تقسيمها يعني موت وفناء هذه الأزهار، ويمكن سرقتها بكل سهولة.
بينما البيتكوين يمكن نقلها بطريقة آمنة عبر شبكة عالمية تعتمد على شبكة الند للند، كما أنها عملة رقمية يمكن تأمينها وحمايتها بواسطة التشفير بما يمنع محاولات السرقة والاحتيال، كذلك لا يمكن نسخها أو تقسميها أو اتلافها وهذا باختصار الاختلاف بين جنون التوليب والبيتكوين.
قد يهمك أيضاً:ما هي طبيعة العلاقة بين البيتكوين وسيكولوجية السوق؟!
وفي نهاية المقال نكون قد عرضنا لكم كل ما يتعلق بجنون التوليب والبيتكوين والتعريف بشكل واضح للمقصود بفقاعة جنون التوليب مع شرح الاختلافات الكامنة بين عملة البيتكوين وهذه الفقاعة.