تعتبر أرصدة الكربون عنصراً حيوياً في مكافحة تغير المناخ، من خلال تحفيز الشركات والدول على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. حيث تخلق هذه الأرصدة نهجاً مدفوعاً بالسوق، للمسؤولية البيئية والممارسات المستدامة، من خلال وضع قيمة مالية على الانبعاثات.
كما أن هذه الآلية لاتدعم فقط مشاريع التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره عالمياً، بل تعزز أيضاً التعاون الدولي. حيث تعاونت غانا وسنغافورة لاستخدام تقنية البلوكتشين، في تحسين كفاءة وشفافية وقابلية توسيع تداول أرصدة الكربون.
تعزيز ريادة غانا في أسواق الكربون الأفريقية
أتمت وكالة حماية البيئة في غانا EPA، شراكة لتضمين سجل الكربون الغاني GCR في شبكة نتائج التخفيف المحولة دولياً ITMO المدعومة بتقنية البلوكتشين، حيث يستند هذا التعاون إلى اتفاق سابق، يهدف إلى تمكين التجارة الرقمية وتسوية آلية ITMO بين البلدين.
وبحسب المادة 6.2 من اتفاقية باريس، تُعد ITMO آلية ائتمانية للكربون، تشجع المبادرات المتعلقة بالمناخ، وتسهم في التخفيف من تغير المناخ على مستوى العالم. حيث يمكن تبادل هذه الائتمانات عبر الحدود، مما يوفر وسيلة لتمويل المشاريع، التي تركز على التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره.
التبني العالمي لتقنية البلوكتشين في تداول أرصدة الكربون
تبنت العديد من الدول الأخرى تقنية البلوكتشين، لتعزيز أنظمة تداول أرصدة الكربون لديها. على سبيل المثال، نفذت الصين منصات معتمدة على البلوكتشين، لتحسين الشفافية والمسؤولية في سوقها الوطني للكربون، الذي يعد الأكبر في العالم.
كما استكشفت شيلي حلول البلوكتشين لتتبع والتحقق من تعويضات الكربون لمشاريع الطاقة المتجددة، مما يعزز الثقة ويقلل من تكاليف المعاملات. أما الهند، فقد تعاونت مع شركات تكنولوجيا متعددة، لتطوير حلول معتمدة على البلوكتشين، تسهل تداول الكربون وتدعم المبادرات البيئية.
علاوة على ذلك، استفادت كندا من تقنية البلوكتشين، لتحسين تتبع وتداول أرصدة الكربون ضمن مشاريع تقليص الانبعاثات.
اقرأ أيضاً: جنوب أفريقيا تعتزم إدراج الأصول الرقمية في برنامج الامتثال الضريبي
ويمكن القول بأن هذه الدول تهدف إلى تعزيز الشفافية والكفاءة والدقة في سوق أرصدة الكربون العالمي، وتعزيز التعاون المناخي الدولي، من خلال دمج هذه التقنية.