"موقع عربيوم موقع اخباري كبير يهتم باخبار العملات الرقمية واحدث التطورات الخاصة بها مثل اخبار البتكوين و عملة الايثيريوم وغيرهم"

علم نفس التداول: كيفية التحكم في المشاعر والمحافظة على الانضباط

مقدمة

إن التداول سواء تداول العملات أو العملات الرقمية أو المنتجات من أكثر المجالات التجارية على الإطلاق التي تتأثر بالمشاعر. فعندما يقوم المتداول بمشاهدة العديد من الأسواق والتي ترتفع قيمتها وأخرى تنخفض قيمتها. يجعل ذلك المتداول محتارًا وغير قادرًا على اتخاذ قرار. والأسوأ أن ذلك قد يؤثر على قرارات المتداول ويجعله يتخذ قرارًا غير صحيح والذي سيؤثر بالسلب على عملية التداول.

وفهم علم نفس التداول هو أمر ضروري للمتداولين الذين يطمحون لتحقيق نجاح طويل الأجل. ففهم علم نفس التداول يجعل المتداول أكثر انضباطًا ويستطيع اتخاذ قرارات التداول بشكل أكثر دقة دون التأثر بالأهواء العامة أو الأسواق المتغيرة.

وستتناول هذه المقالة نظرة عامة عن علم نفس التداول وتأثيره على اتخاذ القرار وكيفية إدارة المشاعر والتحكم فيها والانضباط أثنا عملية التداول.

تأثير فهم علم نفس التداول على اتخاذ القرار

إن لفهم علم نفس التداول من أهم العوامل التي تؤثر على اتخاذ القرارات. فعند مشاهدة الأسواق ومتابعتها قد يرى المتداول سوقًا يربح بشكل سريع ويسوقه الطمع للحاق بذلك السوق، فيفقد الصفقة التي كانت تسير في اتجاهها الصحيح والتي تتوافق مع دراسته للسوق، ويقتحم سوقًا جديدًا دون دراسته مما قد يسبب له خسارة ما لا قدر الله.

وبالطبع فإن التحيزات المعرفية السابقة تؤثر كذلك على اتخاذ القرار. فمثلًا التحيز التأكيدي والتحيز المُفرط في الثقة، وغيرها من التحيزات المعرفية ستؤثر على قرارات المتداول أثناء إتمام الصفقات.

يجب على المتداول معرفة التحيز المعرفي، وتحديد المشاعر التي يشعر بها أثناء دراسته لصفقته وتحديد إذا كانت تلك مشاعر أم أنها انطباع حقيقي يساعد على اتخاذ القرار.

التحكم في المشاعر أثناء التداول

إن التحكم في المشاعر أثناء التداول من أهم صفات المتداول الناجح. ويتم ذلك من خلال تقنيات كثيرة مثل التأمل والذي نرشحه للمتداولين لأنها تساعد كثيرًا في التحكم في المشاعر قبل اتخاذ قرار. كذلك هناك تقنيات أخرى مثل التيقظ والتنفس العميق والتنفس البطيء. كل تلك التقنيات تهدف إلى التحكم في المشاعر وعدم الانسياق وراءها وقت اتخاذ القرار كي لا يدخل في صفقات غير مدروسة بسبب المشاعر وحدها دون تفكير مُسبق ودراسة كافية.

ومن المهم كذلك فهم المتداول لنفسه ليفهم مشاعره بشكل جيد. فمثلًا يجب على الشخص أن يعرف ما الذي يؤثر على مشاعره والتعرف على أنماط المشاعر. يجب على المتداول أن يحاول الوصول إلى فهم أكبر لنفسه مما يساعده على القضاء على المشاعر الدخيلة على الفكر المدروس، وفهم المحفزات التي تجعله يقبل على البيع والشراء في غير أوقاتها، والتعامل مع تلك المشاعر بأفضل شكل وعزلها عن عملية التداول، بل والاستفادة منها من خلال استغلال الخوف كدافع لزيادة التركيز أثناء عملية التداول.

الحفاظ على الانضباط أثناء التداول

إن الانضباط أثناء عملية التداول من الأشياء الهامة للغاية أثناء التداول، وذلك من خلال اتباع خطة تداول بشكل منضبط وعدم الخروج عنها، واتباع قواعد إدارة المخاطر وغيرها من القواعد التي يجب اتباعها أثناء التداول.

وكذلك يجب اتباع استراتيجيات أثناء عملية التداول مثل وضع أهداف معينة وعدم التشتت والخروج عنها، والتداول بروتين مُحدد لا يخرج عنها المتداول.

ويساعد الانضباط كذلك أثناء التداول في تحسين جودة قرارات التداول التي يتخذها المتداول وزيادة الاتساق في عملية التداول.

التحديات الشائعة لعلم نفس التداول وحلولها

هناك العديد من التحديات التي تواجه الكثير من المتداولين، ومنها الخوف من تفويت الأحداث، فهناك أسواق تختلف بشكل سريع وتجعل المتداولين يقتحمون بسرعة دون دراسة خوفًا من تفويت ما يعتقد البعض أنه فرصة. وهناك كذلك تحدي التداول الانتقامي، والذي يحاول فيه المتداول تجاوز صفقة خاسرة من خلال اقتحام صفقات غير مدروسة على أمل التعويض.

ومن الحلول المتبعة ضد تلك التحديات، تجربة الأمر بحساب غير حقيقي من خلال فتح حساب تجريبي قبل بدء التداول لتجنب تلك الأخطاء. وكذلك لتجاوز تحدي الخوف من التفويت يجب على المتداول وضع توقعات واقعية. وكذلك للتغلب على التداول الانتقامي، يجب على المتداول أخذ فترات راحة بعد الصفقات الخاسرة، وإذا لم يستطع المتداول التعافي من تلك الصفقات الخاسرة، يجب عليه الاستعانة بطبيب نفسي أو مدرب شخصي قبل استئناف التداول كي لا يقع في فخ التداول الانتقامي.

الخاتمة

وفي النهاية يجب أن ننوّه بأن علم نفس التداول مكون من أهم مكونات عملية التعادل، والتي يجب على المتداول الإحاطة بها بشكل جيد تجنبًا لمخاطر الخسارة أثناء عملية التداول. فأمور مثل المشاعر الخاطئة والتحيزات الفكرية المُسبقة من الأمور التي قد تؤثر على جودة قرار المتداول وتعرضه لخسارة أو دخوله في صفقات غير مُوفقة.

لذا فإن استيعاب أساسيات علم نفس التداول، والتحكم في المشاعر، والانضباط أثناء عملية التداول من الأشياء التي تساعد المتداولين على فهم واستيعاب عملية التداول بشكل أكبر، والقدرة على دخول صفقات ناجحة ومدروسة دون التأثر بالمشاعر المغلوطة والانحيازات التفكيرية المُسبقة والتي تُعد من أكبر التحديات التي تواجه المتداولين أثناء عملية التداول.