تعمل روسيا على تكثيف إجراءاتها للسيطرة على العملات الرقمية، في إطار حملة أوسع نطاقاً داخل مجموعة البريكس، لإلغاء تداول الجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي.
حيث تبحث دول مجموعة البريكس، (ومن ضمنها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، عن كيفية الحد من هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة الخارجية، في ظل بقاء الحقائق الجيوسياسية متقلبة.
كما تسعى التحركات الروسية الأخيرة، إلى خلق بيئة قانونية لاستخدام العملات الرقمية، وخاصة في التسويات الدولية، التي قد تكون مفيدة في جهود المجموعة لتقليص هيمنة الدولار الأمريكي.
استراتيجية روسيا في تنظيم العملات الرقمية
اتخذت الحكومة الروسية موقفاً متوتراً ومحايداً تجاه العملات الرقمية على مدار السنوات، ولكن الأشهر والسنوات القليلة الماضية، أظهرت أن روسيا حريصة الآن على السيطرة على العملات الرقمية وتقنيات البلوكتشين.
حيث يتعلق الأول منها بمدفوعات التجارة الدولية، التي يمكن استخدام العملات الرقمية فيها كبديل للدفع بالدولار الأمريكي، وهذا يعني أنه بدلاً من استخدام الدولار، ستتاجر دول مجموعة البريكس دون الحاجة إلى إشراك الدولار، وبالتالي تقليل قيمته في الأسواق الدولية.
لذلك تعمل روسيا على بناء معايير قانونية تحكم تطبيق الموارد الرقمية مثل العملات الرقمية، وهذا يتماشى مع رؤية البلاد طويلة الأجل، في إنشاء عالم مالي خارج البورصة لا يمليه الغرب.
الحد من هيمنة الدولار الأمريكي من خلال تنظيم العملات الرقمية
لقد أصبح تراجع الدولار الأمريكي كعملة رائدة في السوق العالمية، أحد الأهداف التي حددتها روسيا وأعضاء مجموعة البريكس. ولتحقيق هذه الغاية، ومع ارتفاع قبول العملات الرقمية، ترى روسيا الفرصة للمضي قدماً في هذه الأجندة.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون المعاملات العابرة للحدود بالعملات الرقمية أيضاً بديلاً محتملًا لنظام SWIFT، الذي يتحكم في معظم الاتصالات بين البنوك في العالم ومقره في الغرب.
وكما ذكرنا سابقاً، فإن العقوبات الأمريكية لها تأثير سلبي على اقتصاد روسيا، وبالتالي تبحث البلاد عن طرق يمكنها من خلالها حماية نفسها من الضغوط الخارجية.
حيث توفر العملات الرقمية الفرصة لتنفيذ العمليات المالية، دون إشراك الشركات المالية الغربية (وخاصة كونها مستقلة وعدم وجود سلطة مركزية لها)، والتي من المرجح أن تنظمها.
اقرأ أيضاً: مجموعة البريكس تطلق نظام دفع بالبلوكتشين لتقليل الاعتماد على الدولار
أما بالنسبة للعامل الأخير، فمن الجدير بالذكر أن تغيير الاستراتيجية المالية في دول البريكس المذكورة، هي ليست في مصلحة روسيا فقط، حيث تدرس الصين والهند (باعتبارهما من دول مجموعة البريكس) فكرة العملات الرقمية كوسيلة للابتعاد عن هيمنة الدولار.
ومع استمرار هذه الدول في تجارب تكنولوجيا البلوكتشين والعملات الرقمية، يتم إرساء حجر الأساس للنظام العالمي الجديد للبنية المالية.