شهدت تداولات سعر بيتكوين (BTC) في الأسبوع الماضي تقلبات قوية، لكنها ظلت محصورة في نطاق جانبي وضمن مستويات فنية محددة.
تداولات بيتكوين في الأسبوع الماضي: تحليل شامل
شهد هذا الأسبوع حدثين لافتين للنظر:
- لأول مرة منذ إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين (ETF) في يناير الماضي، سجلت هذه الصناديق تدفقات أسبوعية سلبية.
- عاد سعر بيتكوين إلى التأثر بالبيانات الاقتصاد الكلي الأمريكي، وتحديدًا السياسة النقدية وأسعار الفائدة.
ارتفع سعر بيتكوين بعد أن أشار البنك الفيدرالي الأمريكي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال العام الجاري، وهو ما يُعد عاملًا داعمًا للأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية المشفرة.
يتطلع المتابعون في الأسبوع المقبل إلى صدور بيانات أساسية حول مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي. ونظرًا لإغلاق العديد من الأسواق الدولية بمناسبة عطلة الجمعة العظيمة، فقد يتأخر ظهور ردود الفعل الحقيقية إزاء تلك البيانات حتى يوم الاثنين. وعلى الرغم من ذلك، لا يُستبعد حدوث تقلبات في الأسواق نتيجة انخفاض السيولة النقدية في تلك الفترة.
وتشير التوقعات إلى احتمالية ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3% في فبراير على أساس شهري، مع بقاء القراءة السنوية دون تغيير عند 2.8%. أي نتيجة أعلى من هذا التقدير قد تعزز وضع الدولار الأمريكي، حيث قد تجبر صانعي السياسات النقدية في الولايات المتحدة على تأجيل أي اتجاه نحو تخفيف سياستهم النقدية.
قرارات الفيدرالي
بانتظار المستثمرون قرارات الفيدرالي الأمريكي القادمة حول أسعار الفائدة، كما يتابعون باهتمام تدفقات استثمار صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين، التي قد تؤثر على أداء العملات الرقمية.
شهد سعر بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى انتعاشًا بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، ما بعث الطمأنينة في نفوس المستثمرين. أشارت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية إلى توقعها بخفض أسعار الفائدة إلى 4.6% بنهاية عام 2024، مما أدى إلى تعزيز الثقة في السوق الرقمي.
ومع اقتراب موعد التنصيف، وهو حدث يحدث كل أربعة أعوام ويقلل من معدل إصدار عملات بيتكوين جديدة، تراجع سعر بيتكوين. تاريخيًا، انخفضت قيمة العملة في الفترة التي سبقت النصف. واتبعت نمطًا مشابهًا هذه المرة مع بقاء حوالي 24 يومًا قبل موعد الحدث.
ويرى بعض المحللين أن التقلبات الحالية هي أمر طبيعي تسبق عملية التنصيف، وأن الفترة التي تليها مباشرة تعد أفضل وقت للمستثمرين من حيث العائد مقابل المخاطرة.
يحذر محللون آخرون من إمكانية انخفاض بيتكوين أكثر قبل استئناف الاتجاه الصعود، مستشهدين بسوابق تاريخية حيث شهدت العملة فترات تراجع كبيرة قبل عمليات التنصيف السابقة.
في المقابل، يجادل آخرون بأن وضع السوق الحالي مختلف عن فترات التنصيف السابقة، حيث كانت أسعار بيتكوين أقل بكثير من مستويات الذروة الحالية. كما لم يكن هناك دعم مؤسسي كبير في ذلك الوقت على غرار ظهور صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين (ETF). يبق السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه العوامل ستؤدي إلى مسار مختلف لعملية التنصيف المقبلة.
هل فقدت صناديق ETF بيتكوين سيطرتها؟
في الأسبوع الماضي، سُجل ارتفاع في سعر بيتكوين رغم التدفقات السلبية من صناديق ETF بيتكوين. دفع هذا بعض التحليلات إلى القول ببداية تراجع السيطرة التامة لتدفقات هذه الصناديق على مسار العملة الرائدة.
نقل تقرير سابق على موقع BeInCrypto بالعربية تحليل نُشر في مجلة “ذا سكوب”، يشير إلى أن تدفقات صناديق ETF
لكن ماهو تأثير صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين (ETF) على العملة الرقمية؟
نقل تقرير سابق على موقع BeInCrypto بالعربية تحليل نُشر في مجلة “ذا سكوب”، يشير إلى أن تدفقات صناديق ETF بيتكوين الفوري تؤثر على سعر العملة الرقمية لكنها ليست العامل الوحيد المؤثر. شهدت الفترة الواقعة بين 17 و19 مارس 2024 خروجًا بقيمة تتجاوز نصف مليار دولار من صناديق الاستثمار الخاصة بيتكوين، وهو ما تزامن مع انخفاض سعر العملة الرقمية بأكثر من 9%.
ومع ذلك، فقد شهد يوم 20 مارس ارتفاعًا ملحوظًا في سعر بيتكوين رغم استمرار خروج الاستثمارات من صناديق الاستثمار بقيمة 260 مليون دولار. يذكر التحليل أن تأثير تدفقات صناديق ETF على السوق واسعة مبالغ فيه. حيث أن حجم التداول اليومي الضخم في السوق الفوري يبلغ نحو 100 مليار دولار، وهو أكبر بكثير من يحركه فقط حجم التدفقات في هذه الصناديق.
يختتم التحليل بالتأكيد على أهمية مراقبة تدفقات صناديق الاستثمار ولكن دون التركيز المفرط عليها على المدى القصير. مع الإشارة إلى تقليل تأثيرها نظرًا لتعود المشاركين عليها وتراجعها تأثيرها النفسي.
التحليل الفني لسعر بيتكوين
كما ذكرنا في تحليلاتنا السابقة، تداولات سعر بيتكوين (BTC) بقيت محصورة ضمن المستويات الفنية لخطوط فيبوناتشي. هذه المرة نلاحظ تشكل قناة سعرية جديدة كما هو موضح في الرسم البياني المرفق (الذي يفترض أن يكون متاحًا للمتابعة).
لكن، السعر قد يخترق الحد العلوي لتتوسع القناة إلى الخط المتقطع الأزرق. الذي يتوافق مع مستوى فيبوناتشي 23.6% عند سعر 68,500 دولار.
النظرة السابقة تبقى صحيحة، فنيا، ما دام السعر تحت مستوى 23.6% عند حدود 68,500 دولار فإن موجة التصحيح لم تنتهي. ولعودة الصعود يجب اختراق القمة 73,500 دولار.
في الاتجاه الهابط يجب كسر، مستوى الدعم لتصحيح فيبوناتشي 61.8% عند 60,500 دولار و أيضا خط الاتجاه الصاعد، قبل استمرار الهبوط نحو مستوى 52,500 دولار.
ما لم يحدث اختراق أو كسر من أي جهة، سوف يبقى السعر يتداول في نطاق جانبي محصور بين تلك المستويات.
خاتمة
يظهر تحليل تداولات بيتكوين في الأسبوع الماضي أن السوق لا يزال يواجه بعض التحديات، مثل تقلبات الأسعار وعدم اليقين بشأن تأثير الأحداث الاقتصادية الكبرى. لكن هناك أيضًا بعض العوامل الإيجابية التي تدعم العملة الرقمية، مثل احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية ودعم المؤسسات المالية من خلال صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين (ETF).
من المهم إجراء البحوث والدراسات الخاصة بك قبل الاستثمار في أي عملة رقمية، حيث تعتبر سوق العملات الرقمية volatile (عالية التقلب) ويحيط بها الكثير من المخاطر.