أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنشيط أسواق العملات الرقمية، من خلال إعلان خطط لإضافة خمس عملات رقمية إلى الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي وهي: البيتكوين والإيثيريوم والريبل وسولانا وكاردانو. حيث قد يفتح هذا القرار الطريق أمام العملات الرقمية، للتنافس مع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية.
من جهة أخرى، فقد ظهرت البيتكوين بعد أزمة 2008 المالية، كرد فعل على مشاكل البنوك المركزية. حيث أطلق مبتكرها ساتوشي ناكاموتو، سلسلة بلوكتشين البيتكوين، مع رسالة تشير إلى إنقاذ البنوك وقتها.
البيتكوين كبديل للذهب الرقمي في مواجهة التضخم العالمي
قد يكون المناخ الاقتصادي الحالي مواتياً لتقدم البيتكوين كبديل للذهب الرقمي، خصوصاً مع معاناة البلدان في جميع أنحاء العالم من التضخم، بعد السياسات النقدية في فترة الوباء. ويمكن أن توفر الاحتياطيات الرقمية حلاً لمشكلة التضخم المستمرة، التي أزعجت القادة السياسيين عالمياً.
من ناحية أخرى، يمكن للاحتياطي من البيتكوين، المساعدة في مكافحة التضخم وتعزيز تطوير العملات الرقمية اللامركزية. لكن التحدي الذي يواجه الحكومات، هو التوازن بين هذا النهج والأدوات التقليدية للسياسة النقدية، التي تعتمد عادةً على مرونة العملة الورقية.
بدورها بدأت العديد من الحكومات المحلية، في دمج العملات الرقمية ضمن احتياطياتها، وهو ما يخلق نموذجاً محتملاً للتنفيذ الفيدرالي. حيث أن ما يقرب من نصف الحكومات المحلية، قد استثمرت في احتياطيات العملات الرقمية أو بدأت في العملية.
والجدير بالذكر أنه لكي تعمل البيتكوين BTC بشكل فعال كجزء من احتياطيات الدولة، يجب تلبية عدة متطلبات، أهمها:
- أطر تنظيمية واضحة
- حلول الحفظ الآمن
- دعم سياسي عبر الأحزاب
- تكيف سياسات الاحتياطي الفيدرالي
في سياق آخر، تتجاوز تأثيرات تبني الحكومة للبيتكوين زيادة الأسعار، حيث ستصبح البيتكوين مرتبطة بالأدوات الاستثمارية العامة، مثل صناديق التقاعد والمعاشات، مما يجذب اهتمام المؤسسات. ومن المرجح أن يدفع هذا الدعم الحكومي، الشركات الكبرى إلى الاحتفاظ بالبيتكوين في ميزانياتها.
كما قد تصبح القروض المدعومة بالبيتكوين أدوات مالية قياسية، مشابهة للقروض المدعومة بالذهب. حيث تقدم الطبيعة الرقمية للبيتكوين، مزايا في الوصول إلى السوق وسرعة المعاملات، على الرغم من أن التقلبات تبقى اعتباراً مهماً.
اقرأ أيضاً: صندوق النقد الدولي يفاجئ السوق بتغيير مهم حول البيتكوين والعملات البديلة
أخيراً، وبينما يمضي الرئيس ترامب قدماً في هذا المخطط، فإن الحكومة الأمريكية أمام فرصة للاستثمار، حيث تبقى الأسعار معقولة نسبياً، مما قد يضع البيتكوين كأصل احتياطي رائد على مستوى العالم.