واجهت الأسواق المالية صدمة كبيرة هذا الأسبوع، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التعريفات الجمركية الجديدة، مما أدى إلى تراجع حاد في أسواق الأسهم الأمريكية. لكن البيتكوين برزت وسط هذه الفوضى كعملة نادرة في الاستقرار، وهو ما يشير إلى احتمال انفصالها عن الأصول المالية التقليدية.
الأسهم الأمريكية تسجل خسائر قياسية
شهد يوم الخميس بداية هبوط قاسي في مؤشرات الأسهم الأمريكية، والذي استمر ليومين. حيث انخفض مؤشر S&P 500 وناسداك بنسبة تقارب 6%، بينما سجل مؤشر داو جونز أكبر تراجع ليوم واحد، منذ يونيو 2020 بنسبة 5.5%.
وفي الإجمالي، تم محو أكثر من 5 تريليونات دولار من سوق الأسهم الأمريكي، وتجاوزت الخسارة يوم الجمعة 2.5 تريليون دولار.
البيتكوين تظهر مرونة وسط الذعر في السوق
لم تتأثر البيتكوين بالفوضى التي اجتاحت الأسواق التقليدية، بخلاف الصدمات الاقتصادية السابقة. فعلى الرغم من انخفاضها المؤقت إلى 81.500 دولار بعد إعلان التعريفات الجمركية، إلا أن أكبر عملة رقمية في العالم استعادت قوتها بسرعة.
حيث ارتفعت إلى 84.600 دولار بحلول يوم الجمعة، وبقيت BTC فوق 83.700 دولار رغم استمرار تراجع الأسهم، مما يعكس تزايد استقلالها عن الاتجاهات العامة للسوق.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة Blockstream آدم باك، أن الارتباط السابق قد يكون قد تم إنشاؤه بشكل مصطنع من قبل صناع السوق، وأضاف:
“كنت أفكر أن الارتباط كان وهمياً، وربما كان صناع السوق يستخدمون نقص السيولة بالدولار في سوق البيتكوين، لخلق هذا الارتباط التلقائي.”
الطريق إلى 100 ألف دولار؟
يراقب المحللون الآن، إمكانية اختراق البيتكوين لمستوى 100 ألف دولار، حيث يناقشون بأن البيتكوين قد تحاكي دور الذهب التاريخي كملاذ آمن. وقد أشار المحلل في السوق Macroscope، إلى أن استعادة المستويات المرتفعة في الدورات السابقة، كانت تشير عادة إلى فترة من الأداء المتفوق، وأضاف:
“في حال استعادت البيتكوين مستوى 100 ألف دولار، فقد نرى تحولاً في رأس المال من الذهب إلى البيتكوين.”
اقرأ أيضاً: توقعات سعر الإيثيريوم: هل تتجه ETH نحو 1.500 دولار بعد الرفض الأخير؟
نشير أخيراً، إلى أن هذا التحول قد يعزز هوية البيتكوين، كتحوط حقيقي على المستوى الكلي، وهو أمر قد يتعرف عليه المزيد من المستثمرين، مع زيادة الضغوط التضخمية على العملات الورقية، في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.