تشهد أسواق العملات الرقمية تحديات متزايدة، مع تراجع حاد في أحجام التداول الفوري، وهو ما يعكس ضعفاً في الزخم العام. كما وتظهر أدوات المشتقات نشاطاً مفرطاً، وهو ما يزيد من مخاطر التقلبات، في ظل ضعف الإقبال على الشراء، رغم التصحيحات السعرية الأخيرة.
من جهة أخرى، يشير هذا التباين إلى حالة من الحذر تسود أوساط المستثمرين، وسط غموض في الاتجاهات المقبلة للسوق، إضافة إلى أن التراجع الحاد في حجم تداول الإيثيريوم، يدل على ضعف واضح في أداء السوق، وهو ما يثير تساؤلات حول ثقة المستثمرين، واستقرار السعر على المدى القريب.
انحسار في نشاط السوق
لاشك بأن تراجع أحجام التداول الفوري بنسبة 80% عبر المنصات، يظهر انفصالاً واسع النطاق عن سوق الإيثيريوم، في وقت تتزايد فيه أنشطة المشتقات بشكل لافت.
حيث تسلط بيانات منصة CryptoQuant، الضوء على هذا التحول، فقد ارتفع التداول في العقود المستقبلية، بوتيرة تفوق الطلب على السوق الفوري التقليدي، وهو ما اعتبره محللون (مثل Darkfost) إشارة تحذيرية، على دخول السوق في مرحلة مضاربة مفرطة.
من ناحية أخرى، يتزامن انخفاض حجم التداول، مع تراجع سعر الإيثيريوم بأكثر من 3% خلال أسبوع، بينما تظهر بيانات Glassnode انخفاض تدفقات الإيثيريوم إلى المنصات بنسبة 49%، وهو ما يضغط على استقرار السعر.
في الوقت نفسه، لم تسجل أي تدخلات تنظيمية أو تحركات من المنصات الكبرى الشهيرة، لمواجهة هذا التباطؤ.
سيناريوهات محتملة للسوق
يرجّح الخبراء استمرار حالة التقلبات، تماشياً مع تاريخ الإيثيريوم الذي عرف فترات من الضغط، بعد موجات صعود قوية. ويرى المحللون أن هيمنة التداولات المضاربية مقابل ضعف الاهتمام بالتداول الفوري، قد تدفع المستثمرين إلى الحذر.
إلا أنه ورغم ذلك، يحتمل أن يشهد السوق مرحلة من التوحيد السعري، إذا ما واصل حجم التداول الفوري انخفاضه، حيث يفسّر هذا التراجع أحياناً بانسحاب البائعين أو نفاد مراكز البيع، وهو ما يخفف من حدة الضغط النزولي.
اقرأ أيضاً: البيتكوين عند مفترق طرق: هل تتجه نحو 150 ألف دولار أم تهبط إلى 92 ألفاً؟
تجدر الإشارة أخيراً، إلى أن ضعف السيولة قد لا يعني بالضرورة أن السوق وصل إلى القاع، بل يبقي الترقب سائداً في أوساط المستثمرين، حتى تتضح ملامح الاتجاه المقبل.