شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي انخفاضاً مقبولاً في معدلات التضخم منذ وصوله إلى الذروة في حزيران/يونيو الفائت عند مستوى 9.1% وفق ما أشار إليه مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
وتحدث المكتب عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك لجميع المستهلكين في المدن بنسبة بلغت 0.1% خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر على أساس معدل موسمي، ولكن على مدار الأشهر 12 الفائتة، ارتفع جميع المؤشرات بنسبة 7.1% قبل إصدار التعديل الموسمي.
وانخفض معدل التضخم السنوي الأمريكي إلى نسبة 7.1%، حيث كان من المتوقع أن يصل إلى 7.3%، مع ملاحظة أنه يسلك منحى هابط خلال آخر خمسة أشهر، مما سيؤدي إلى فقدان قدرة الدفاع عن أية زيادات قوية محتملة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وأدى هذا الأمر إلى ارتفاع سعر البيتكوين ما يزيد عن 5% اليوم، حيث اقترب من الوصول إلى مستوى 18 ألف دولار، وذلك لأول مرة منذ انهيار منصة إف تي إكس FTX في 9 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
اعتقال بانكمان -فريد جلب الهدوء لسوق العملات الرقمية
وكان السبب وراء بعض المكاسب هو اعتقال سام بانكمان-فريد، مؤسس منصة إف تي إكس FTX ، لكن لا يمكن إنكار أن بيانات التضخم ما تزال مرتفعة، إذ لا توجد معلومات كافية لتحديد كيف ستسير بيانات التضخم مستقبلا، وخاصة بعد تفاجئ السوق بأن معدلات التضخم قد أتت أقل من المتوقع بـ6 نقاط مما كانت عليه في أكتوبر المنصرم.
وتشير أداة سعر الفائدة الفيدرالية التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، أن 80% من المحللين يتوقعون زيادة قدرها 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة بنسبة تعادل 4.5،%، بينما توقع القسم الأخر من المحللون والبالغ 20% منهم، أن الزيادة ستكون بمقدار 25 نقطة أساس.
ومع اقتراب عام الارتفاعات الكبيرة في معدلات التضخم من نهايته، تشير التوقعات إلى أن الزيادة القادمة في معدلات التضخم لن تتجاوز 25 نقطة أساس، على أمل المضي قدماً في السوق وعودة حركته إلى طبيعتها وبدء عملية التعافي من جديد.
وسيجري صب مجمل التركيز على حركة الاقتصاد العالمي، رغم أن ناتج المجلس الاحتياطي الفيدرالي الإجمالي يشير إلى أن الربع الأخير من العام الجاري قد شهد نمواً بنسبة 3.2%.
ويشير ذلك إلى أن الاقتصاد العالمي ما يزال يملك القدرة على استيعاب هذه المعدلات المرتفعة في التضخم وأسعار الفائدة، وأن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تقدر على خفض سرعة ارتفاع معدلات التضخم في ظل استمرار عملية نمو السوق وتعافيه.