يعد تتبع المعلومات بدقة وأمان، إحدى المزايا الرئيسية التي تقدمها تقنية البلوكتشين، حيث تعتبر هذه الميزة رائعة في توثيق أي نوع من المعلومات، بما في ذلك تاريخ العائلة والروابط الجينية.
وقد يرغب الناس في بعض الأحيان، معرفة المزيد عن أسلافهم، أو يرغبون في استكشاف التاريخ الطبي لعائلاتهم، أو إنشاء هدية خاصة لحدث عائلي، أو مشاركة جذورهم مع الأجيال القادمة، حتى لو كانت لديهم معلومات محدودة عن الماضي.
حيث يعتقد غالبية الأمريكيين بحسب استطلاع أجرته شركة Ipsos، أنه من المهم أن يعرفوا عن أسلافهم، وأنهم مهتمون بتاريخ العائلة، مما يجعلهم يشعرون بالارتباط بجذورهم وحتى بالفخر.
من جهة أخرى، من المثير للاهتمام أنه في عالم تتوفر فيه المعلومات في متناول أيدينا، لا يزال من الصعب الوصول إلى الحقائق التي تتعلق بنا بشكل مباشر.
فعندما يريد شخص ما معرفة المزيد عن الأجيال السابقة من عائلته، سيكون لديه عدة خيارات عادة مثل: التحدث إلى الأقارب، أو تصفح الأرشيف، أو العمل مع علماء الأنساب للعثور على الروابط المفقودة.
وعلى الرغم من أن علم الأنساب (دراسة العائلة والتاريخ) يتقدم بسبب الرقمنة، إلا أن المعلومات لا تزال بعيدة المنال على نطاق واسع، إضافة إلى أن البيانات المخزنة في الأرشيفات المادية معرضة للكوارث، ويمكن اختراق السجلات عبر الإنترنت أو تزويرها.
لذلك توفر تقنية البلوكتشين، بديل لقواعد البيانات التقليدية لتوثيق المعلومات وتبادلها، وحل فعال لتحديات حفظ السجلات.
فلا يمكن تغيير البيانات المسجلة على البلوكتشين، ولا يمكن أن تختفي بسبب بنيتها، حيث ترتبط كل كتلة من البيانات بالكتلة السابقة، ويتم التحقق منها بواسطة آلاف العقد.
إضافة إلى فائدة أخرى تتمثل في إمكانية الوصول بسهولة إلى المعلومات في الوقت الفعلي، دون الحاجة إلى مراجعة الأرشيفات المادية، وفي الوقت نفسه، توفر تقنيات التشفير مستوى من إخفاء الهوية، مما يساعد في الحفاظ على حقوق الخصوصية للأفراد.
علاوة على ذلك، يمكن للأشخاص استخدام تقنية البلوكتشين لتخزين المعلومات الشخصية بشكل آمن، مثل شجرة العائلة، والحفاظ على حقوق الملكية على بياناتهم.
منصات علم الأنساب التقليدية مقابل منصات علم الأنساب القائمة على البلوكتشين
لطالما كانت الاختبارات الجينية وأبحاث السلالة من المواضيع الساخنة في السنوات الأخيرة، حيث أجرى أكثر من 26 مليون شخص اختباراً منزلياً للعثور على معلومات شخصية عن أنفسهم.
ومن بين منصات علم الأنساب 23andMe وAncestry، وكلاهما تستخدمان قواعد بيانات مركزية عبر الإنترنت، وخاصة التخزين السحابي.
كما وتتضمن اختبارات الحمض النووي معلومات حساسة عن الأشخاص، بما في ذلك ظروفهم الصحية وانتمائهم العرقي وعلاقاتهم الجينية، مما يثير المخاوف حول الخصوصية والأمن والسيطرة.
حيث يمكن للمهاجم في حالة الاختراق، الوصول إلى جميع معلومات المستخدمين المخزنة في مجموعة البيانات.
وقد حدث في ديسمبر 2023، خرق كبير للبيانات في شركة 23andMe، بعد أن تمكن أحد المخترقين من الوصول إلى المعلومات الشخصية لـ 6.9 مليون مستخدم، والتي تضمنت في بعض الحالات سنوات الميلاد وأشجار العائلة والمواقع الجغرافية، ويجري حاليا التحقيق في الاختراق من قبل السلطات.
وكبديل للأنظمة المركزية، تقوم المنصات القائمة على تقنية البلوكتشين بتخزين المعلومات من خلال شبكة لا مركزية، حيث يتم توزيع المعلومات بين أطراف مختلفة، مما يجعل الاختراق أكثر صعوبة.
إضافة إلى أن هناك اختلاف آخر بين المنصات التقليدية والمنصات القائمة على البلوكتشين، وهو مستوى الخصوصية.
لذلك تعمل منصات مثل Nebula Genomics على حماية خصوصية البيانات الجينومية باستخدام تقنيات التشفير، مثل إخفاء النص العادي من خلال تجزئة التشفير.
وفي الوقت نفسه، يتمتع المستخدمون بالتحكم الكامل في بياناتهم حيث تحتفظ تقنية البلوكتشين بالسجلات بشفافية.
اقرأ أيضاً: تيليجرام يعلن عن متجر تطبيقات مصغرة لدعم أنشطة البلوكتشين
أخيراً، يمكن القول بأن فكرة قيام الجميع بتخزين شجرة عائلتهم على البلوكتشين لا تزال مستقبلية، حيث أن قدرة البلوكتشين على تشفير البيانات وتوفير الخصوصية وضمان سهولة الوصول إليها، هي ميزة واعدة لكل من البحوث الفردية والأغراض الطبية.
وهذا يمكّن العلماء من دراسة الأمراض الوراثية والسمات الشخصية، دون الحاجة إلى معرفة صاحب البيانات بالضبط، وفي الوقت نفسه، يمكن للمستخدمين الوصول بشكل آمن إلى أشجار العائلة الخاصة بهم وجمع البيانات، ومشاركة المعلومات كما يرغبون، والاستفادة من الأدوات والموارد الجديدة.