كيف تؤثر العملات الالكترونية على السوق العالمية

أصبحت العملات الالكترونية شائعة للغاية بسبب المكاسب الضخمة المحتملة للمستثمرين . ولكن تقلباتها خطرة للغاية حيث قد ارتفعت اسعار البيتكوين من حوالي 1000 دولار الي اعلي مستوي لها 20 الف دولار في 2017 ثم وصلت ال 9700 في يونيو 2020 وتستمر في الارتفاع والانخفاض . كما جمعت العملات الرقمية اكثر من 3.7 مليار دولار في عام 2017 مع سلسلة من العملات المشفرة الجديدة التي انفجرت في السوق .

مفهوم العملات المشفرة

Cryptocurrency او العملات الالكترونية هي عملات رقمية افتراضية مصممة لتكون وسيلة للتبادل بدلا من الدفع التقليدي . وهي مشفرة لتقوم بتأمين المعاملات والتحقق منها وكذلك انشاء كتل ووحدات عملات جديدة في الشبكة . وكما نعرف ان التشفير امر معقد ولكنه مطلوب حيث يسهل فك تشفير العملات بمفتاح ويصعب ذلك بدونه . مما يعني انه يصعب انشاء عملات رقمية ولكن يسهل التشفير التحقق من المعاملات بسهولة .

للتوضيح بشكل مبسط . العملات الالكترونية هي ادخالات قاعدة بيانات ثابتة وغير معروفة تعرف باسم دفتر الاستاذ او blockchain – بلوكتشين . ولا يمكن لأي شخص تغييرها الا في بعض الاستثناءات عند اجراء تعديل في الشبكة . كما يتم تعريف blockchain علي انه سجل عام يتم التحقق منه بواسطة العديد من العقد المختلفة وهذا يجعل تزييف العملات صعب للغاية او مستحيل . كما يجعل من السهل (في بعض العملات) تتبع معاملة محددة بين الحسابات الفردية أو المحافظ الرقمية .

النداء العالمي للعملات المشفرة

تقدم العملات المشفرة بديلاً رقميًا سهل الاستخدام للعملات الورقية لذلك قد ينظر المستهلكون من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي إلى العملات الرقمية على أنها حداثة وتقدم بينما هناك العديد من البلدان التي لديها عملات محلية سيئة الإدارة مثل الاستبدادي الفنزويلي الذي اصبح سيئ السمعة بسبب تضخمه المتصاعد الذي أدى إلى تراجع الظروف المعيشية لملايين المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول إلى العملات الخارجية .

وقد تبدو التقلبات المخيفة للبيتكوين والعملات الرقمية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للمستهلكين الامريكيين علي سبيل المثال ولكن قد تجد الفنزويليين يجدون التقلبات مقبولة عندما تكون عملتهم المحلية في انخفاض حاد على مدى عدة سنوات دون أي علامات على التراجع . وللتبسيط اكثر قد يري العديد من المستهلكين ان العملات المشفرة تذهب ذد التضخم لأن العملات الرقمية المتداولة محدودة بمرور الوقت .

الجدير بالذكر انه بسبب الضوابط الصارمة لرأس المال في دول عديدة للتحكم في تدفق الاموال وفرض الضرائب امكن باستخدام العملات المشفرة التحايل على ضوابط رأس المال والضرائب مما ادي في قمع قمع الاستخدامات غير القانونية للعملات المشفرة في العديد من البلدان مثل التهرب الضريبي او عمليات الشراء أو البيع غير القانونية في الخارج .

ردود الحكومات علي العملات الالكترونية

اغلب الدول والحكومات لم تعتمد بشكل رسمي العملات الرقمية حيث ان العديد من البنوك المركزية لا تزال حذرة نظرًا للتقلب الشديد في السوق . كما أدت القضايا المتعلقة بالتهرب من الضرائب وضوابط رأس المال إلى زيادة المخاوف والحذر ,

هناك العديد من التصريحات المثيرة للجدل من الحكومات ورؤساء البنوك مثل تصريح نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق فيتور كونستانسيو وصف بيتكوين بانها فقاعة القرن . كما يعتقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أن المشكلات التقنية لا تزال قائمة وأن الحوكمة وإدارة المخاطر ستكون حاسمة قبل أن تصبح العملات المشفرة جزءًا من المجتمع . وصرح بنك اليابان بـ (لا يرى بنك اليابان سوقًا للعملات المشفرة) . ولكن علي الجانب كان هناك بعض المؤيدين مثل بنك إنجلترا حيث وصف محافظ بنك إنجلترا مارك كارني العملات المشفرة بأنها جزء من “ثورة” في التمويل . واخيراََ هناك تصريح بنك الصين الشعبي الذي يعتقد أن الظروف “ناضجة” لاحتضان العملات المشفرة ولكن يريد البنك السيطرة الكاملة عليها وهذا بالاساس ما تم صنع العملات الرقمية من اجله وهي ان تكون غير مركزية .