أوروبا تجمع خبراء عالميين لوضع “مدونة سلوك” خاصة بالذكاء الاصطناعي

يخطو الاتحاد الأوروبي خطوات واسعة نحو تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير أول “مدونة ممارسات عامة للذكاء الاصطناعي”، خاصة بالنماذج وبموجب قانون الذكاء الاصطناعي.

حيث ستقوم مبادرة يقودها المكتب الأوروبي للذكاء الاصطناعي، وتجمع مئات الخبراء العالميين من الأوساط الأكاديمية والصناعة والمجتمع المدني، بالعمل لصياغة إطار عمل تعاوني، من شأنه معالجة قضايا رئيسية، مثل: الشفافية وحقوق النشر وتقييم المخاطر والحوكمة الداخلية.

1000 مشارك في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي

مثلت الجلسة الافتتاحية، التي عقدت عبر الإنترنت بمشاركة ما يقارب 1000 شخص، بداية عملية استمرت لعدة أشهر، وستختتم بالمسودة النهائية في أبريل 2025.

والجدير بالذكر أنه من المقرر أن يصبح قانون الممارسات حجر الزاوية، لتطبيق قانون الذكاء الاصطناعي على النماذج للأغراض العامة، مثل نماذج اللغة الكبيرة LLMs وأنظمة الذكاء الاصطناعي المتكاملة عبر مختلف القطاعات.

كما قدمت هذه الجلسة أربع مجموعات عمل، بقيادة رؤساء ونواب رؤساء متميزين في الصناعة، والتي ستقود تطوير قانون الممارسات، ويشمل ذلك خبراء بارزين مثل باحثة في مجال الذكاء الاصطناعي نوريا أوليفر، والمتخصص في قانون حقوق النشر الألماني ألكسندر بيوكيرت.

من ناحية أخرى، ستركز هذه المجموعات على الشفافية وحقوق النشر وتحديد المخاطر، والتخفيف من المخاطر الفنية وإدارة المخاطر الداخلية.

وبحسب مكتب الذكاء الاصطناعي الأوروبي، ستجتمع مجموعات العمل هذه بين أكتوبر 2024 وأبريل 2025، لصياغة الأحكام وجمع مدخلات أصحاب المصلحة، وتحسين قانون الممارسات من خلال التشاور المستمر.

أوروبا تسعى لحوكمة الذكاء الاصطناعي

لاشك بأن قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي، الذي أقره البرلمان الأوروبي في مارس 2024، هو تشريع بارز يسعى إلى تنظيم التكنولوجيا.

حيث تم إنشاؤه لإيجاد نهج قائم على المخاطر لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ويصنف الأنظمة إلى مستويات مختلفة من المخاطر (تتراوح من الحد الأدنى إلى غير المقبول)، مع فرض تدابير امتثال محددة.

إلا أنه ومع ذلك، انتقدت بعض شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، (ومن ضمنها Meta)، اللوائح باعتبارها مقيدة للغاية، بحجة أنها قد تخنق الابتكار، ورداً على ذلك، سيهدف النهج التعاوني للاتحاد الأوروبي في صياغة مدونة الممارسات، إلى تحقيق التوازن بين السلامة والأخلاق مع تعزيز الابتكار.

اقرأ أيضاً: Meta تستأنف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة

ويمكن القول بأن هدف الاتحاد الأوروبي، هو أن يشكل تتويج هذه الجهود بحلول شهر أبريل القادم، سابقة لكيفية تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي العامة، ونشرها وإدارتها بشكل مسؤول، مع التركيز القوي على تقليل المخاطر وتعظيم الفوائد المجتمعية.