مع الارتفاع السريع للعملات الرقمية على مستوى العالم، شهدت أحجام التداول العالمية زيادة كبيرة نتيجة لتوسع الأسواق الرقمية.
حيث أصبح بإمكان حاملي العملات الرقمية الآن القيام بالمزيد بعملاتهم الافتراضية، مثل شراء العقارات، التبرع للحملات السياسية، التسوق عبر الإنترنت، الإنفاق على الإجازات، واللعب في كازينوهات الإنترنت التي يختارونها.
وعندما يتعلق الأمر باللاعبين الرئيسيين الذين قادوا هذا الارتفاع في أحجام تداول العملات الرقمية، تبرز أوروبا كأول منطقة رائدة.
نظرة عامة على سوق التشفير العالمي
وصلت أحجام تداول العملات الرقمية إلى نحو 57 تريليون دولار عالمياً خلال عام 2022، ومن المتوقع أن تشهد زيادة بنسبة 90٪ تقريباً في عام 2024، لتصل إلى 108 تريليون دولار.
حيث تشهد العملات الرقمية اهتماماً متزايداً من المستثمرين المؤسسيين، وبدأت المزيد من الشركات والمؤسسات المالية الكبيرة، في إدراك إمكانيات الأصول الرقمية، مما دفعها لتداولها بكميات أكبر.
كما أن التطورات التقنية التي تعتمد عليها العملات الرقمية، لعبت دوراً رئيسياً في زيادة أحجام التداول، وتم تطوير منصات تداول أكثر كفاءة وأماناً، مما سهل وصول المؤسسات والأفراد إلى سوق العملات الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت تقنيات البلوكتشين ابتكارات ملحوظة، والتي تُستخدم لاستضافة أصول تشفير متنوعة، مما ساهم في تعزيز حجم التداول وزيادة الاهتمام بهذه الأصول.
هيمنة أوروبا على سوق التشفير
الآن بعد أن فهمنا كيف يتوسع سوق العملات الرقمية بشكل عام، وما العوامل المساهمة في هذا التوسع، دعونا نستعرض كيف أصبحت أوروبا المنطقة الرائدة عالمياً في تداول العملات الرقمية.
حيث من المتوقع أن تصل أحجام التداول في أوروبا إلى 40.5 تريليون دولار، وذلك بفضل معدل النمو السنوي الكبير في المنطقة، الذي يعكس المشهد المالي الديناميكي والمتطور بسرعة.
والجدير بالذكر أن عدة عوامل لعبت دوراً في تشكيل هذا المشهد المالي الرائد في أوروبا، مما جعلها في مقدمة سوق العملات الرقمية، وأول هذه العوامل هو الإطار التنظيمي التقدمي الذي تبنته أوروبا، مما دعم صعود ابتكارات العملات الرقمية داخل حدودها.
ومع قيام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ لوائح شاملة، تمكنت شركات العملات الرقمية والمستثمرين من شراء العملات والتداول بها بحرية وأمان، بفضل الوضوح الذي يوفره الإطار التنظيمي للاتحاد الأوروبي.
وهذا اليقين التنظيمي خلق بيئة مواتية لتداول العملات الرقمية، مما ساعد أوروبا على جذب المزيد من المشاركة والاستثمار في هذا المجال، من المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
من ناحية أخرى، تعتبر البنية التحتية المالية في أوروبا متطورة للغاية، مما أسهم في وجود بعض أفضل منصات العملات الرقمية والمؤسسات المالية في العالم، ضمن هذه المنطقة.
وهذا التطور سمح للعديد من المؤسسات المالية الرائدة في أوروبا بتبني العملات الرقمية، من خلال تداولها ودمجها في عملياتها اليومية، وساهم في تسهيل تجارب التداول الفعالة والسلسة، مما أدى إلى تعزيز أحجام التداول في المنطقة.
اقرأ أيضاً: ماهو حجم التأثير البيئي لعمليات تعدين العملات الرقمية؟
في الختام، يمكن القول بأن احتلال أوروبا للمركز الأول في أحجام تداول العملات الرقمية، سيكون علامة بارزة لمستقبل سوق التشفير، حيث ستضع التطورات في هذه المنطقة معياراً، يمكن للمناطق الأخرى اتباعه لتعزيز مشاركتها وتحسين أداءها في هذا المجال.